من قرية صغيرة تدعى الكوامل بمحافظة سوهاج، خرج اسم أصبح اليوم ملهمًا لعشرات الشباب في مصر والعالم العربي. إنه يسي فكري، الشاب الذي حوّل شغفه بالتكنولوجيا إلى قصة نجاح تُروى في أكبر المنصات الإعلامية.
بداية الحلم
ولد يسي فكري في 21 أبريل 2001، ونشأ في بيئة بسيطة بعيدًا عن صخب المدن. في عام 2013، وبينما لم يتجاوز عمره 12 عامًا، دخل لأول مرة إلى عالم الكمبيوتر عندما اشترى شقيقه لابتوب. لم يكن مجرد جهاز بالنسبة له، بل كان شرارة سحرية جعلته يدرك أن مستقبله مرسوم بين مفاتيح الكيبورد وشاشات البرمجة.
أول خطوة على طريق التكنولوجيا
لم ينتظر كثيرًا؛ فأول مشروع برمجي له كان تطبيقًا لحجز مواعيد الأطباء، نفذه مع صديق طفولته “مايكل”. ورغم غياب الدعم، إلا أن التجربة علمته أول درس في الابتكار. سرعان ما أثمرت موهبته عن إنجازات كبيرة؛ فحصل على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في مسابقة Intel ISEF، ثم المركز الأول في مسابقة iCAN الدولية بكندا 2019، ليضع قريته الصغيرة على الخريطة العالمية.
من سوهاج إلى دبي
في 2021، حمل يسي حلمه وسافر إلى دبي ليؤسس شركته الخاصة “Tech Go” للتصميم والبرمجة. ورغم أن مدخراته كانت توشك على النفاد، جاءت لحظة فارقة عندما حصل في يوم واحد على مشروعين ضخمين فتحا له أبواب النجاح.
دروس من الفشل قبل النجاح
طريق يسي فكري لم يكن مفروشًا بالورود؛ ففي 2020، حاول إطلاق مشروع في القاهرة لكنه تعرض للاستغلال، وعاد إلى قريته محبطًا. لكنه لم يسمح لليأس أن يوقفه، بل حوّل التجربة إلى نقطة قوة أكسبته صلابة جعلته يواجه التحديات القادمة بثقة أكبر.
حاضر مُلهم ومستقبل واعد
اليوم، يقود يسي فكري فريقًا يضم 22 موظفًا، نفذوا أكثر من 143 مشروعًا ناجحًا، ويُعرف اسمه كرائد أعمال بارز في الإمارات ومصر. لكنه لا يرى نفسه اكتفى بما وصل إليه؛ حلمه أن يصبح مؤثرًا في عالم الأعمال على مستوى أوروبا وأمريكا أيضًا.
رسالة يسي للشباب
يؤكد يسي أن قصته ليست مجرد نجاح شخصي، بل رسالة لكل شاب عربي:
“أنا ولدت في قرية بسيطة، لكني آمنت بحلمي وسعيت ورائه. لا تخافوا من المغامرة، جربوا، وصدقوني النجاح يستاهل أن تخاطروا.”
من قرية الكوامل إلى دبي، ومن طفل يندهش أمام أول لابتوب إلى مؤسس شركة برمجيات ناجحة.. هذه هي حكاية يسي فكري، الشاب الذي كتب اسمه بين قصص النجاح العربية التي تستحق أن تُروى.