الخبرة تصنع الفارق… مي البيك ومسيرة مهنية وإنسانية في تعليم اللغات والعمل المجتمعي


تنشر صدى البلد تسليطًا خاصًا على مسيرة مدرّبة اللغات الفلسطينية مي البيك، التي نجحت خلال أكثر من ثلاثة عشر عامًا في ترسيخ حضورها كإحدى أبرز المدربات في مجال تعليم اللغات، مع دور فاعل في العمل المجتمعي والنسوي ومبادرات تمكين المرأة والشباب.


مي البيك مدرّبة لغات معتمدة دوليًا من وزارة التربية والتعليم الفلسطينية ومن جامعة كامبردج، حاصلة على شهادة CELTA الدولية في تدريس اللغة الإنجليزية، وخريجة كلية الآداب تخصص اللغة الإنجليزية والفرنسية من جامعة الأزهر – فلسطين. وقد أسست هذه الخلفية الأكاديمية لنهج تعليمي يجمع بين التبسيط والاحتراف والمرونة، مع قدرة واضحة على تلبية احتياجات المتعلمين بمختلف مستوياتهم.


وخلال مسيرتها المهنية، تقلّدت البيك مناصب تعليمية وإدارية بارزة، أبرزها: مدير أكاديمية اللغات الدولية، مدير مركز مهارات للغات، ومدير مركز الثقافة واللغات سابقًا. وأسهمت هذه الخبرات في تطوير مهاراتها في تصميم البرامج التعليمية وإدارة الفرق التدريسية وضمان جودة التعليم، إلى جانب تعاونها مع العديد من المراكز المحلية والدولية وإدارتها لمراكز وبرامج خاصة بها.


وقدمت البيك برامج تعليمية حضورية وأونلاين في خمس لغات مختلفة، واضعة هدفًا أساسيًا يتمثل في تقديم أسهل الطرق والأساليب المعتمدة لتعلم اللغات بما يتناسب مع الأهداف الأكاديمية والتواصلية والمهنية للدارسين.


ومع اندلاع الحرب وتعرضها للنزوح القسري وفقدان مكتبها الخاص، واجهت مي البيك محطة فارقة في حياتها المهنية. لكنها استطاعت تحويل الأزمة إلى فرصة جديدة، حيث أعادت بناء مسارها عبر التعليم الإلكتروني، وركزت بشكل خاص على برامج تعليم اللغة العربية للأجانب من خلال منصات مرنة تُصمَّم وفق احتياجات المتعلمين، سواء للمحادثة أو للأغراض الأكاديمية أو لفهم الثقافة العربية.


وإلى جانب عملها التعليمي، تمتلك البيك خبرة ممتدة في العمل المجتمعي والنسوي؛ إذ قادت العديد من الورشات والبرامج التي تستهدف دعم المرأة والشباب، وشاركت كناشطة مجتمعية وشبابية مع مؤسسات محلية ودولية. وقد تُوّجت هذه الجهود بحصولها على الدكتوراه الفخرية في العمل الإنساني، ومنحها لقب سفيرة سلام دولية من مؤسسة السلام في الأردن عام 2022.


وتؤكد مي البيك أن تمكين المرأة والشباب يبدأ من التعليم، وأن دمج البعد الإنساني مع المهارات الأكاديمية هو الطريق لبناء مجتمع أكثر وعيًا واستقرارًا، خاصة في ظل الأزمات التي تعيشها المنطقة.

أحدث أقدم
صدي البلد
صدي البلد