أحمد فاروق الخولي الحسيني.. صوت الأقصر العذب في المديح والإنشاد الديني



في قلب صعيد مصر، وتحديدًا من محافظة الأقصر، يسطع اسم الشاب أحمد فاروق الخولي الحسيني كأحد أبرز المنشدين في مجال الإنشاد الديني والمديح النبوي، حيث يجمع بين الموهبة الفطرية والصوت الشجي الذي يخترق القلوب، حاملاً رسائل السكينة والإيمان.


بدأ أحمد مسيرته في عالم الإنشاد منذ صغره، حين تأثر بأصوات كبار المنشدين مثل الشيخ النقشبندي والشيخ طه الفشني، فكان يحاكيهم بشغف، ثم طور أدائه تدريجيًا حتى صار له أسلوبه الخاص الذي يميزه عن غيره. ورغم بساطة الإمكانيات، استطاع أن يجعل من صوته جسرًا يصل بين الناس وروحانيات الدين، في زمن باتت فيه الأصوات الصادقة نادرة.


يميل أحمد فاروق في إنشاده إلى تقديم القصائد الصوفية والمدائح النبوية الخالدة، كما يُبدع في إلقاء القصائد التراثية التي تحمل عبق التاريخ الإسلامي، ويحرص دائمًا على تقديم محتوى راقٍ يخاطب العقل والروح معًا.



وقد شارك أحمد في العديد من الفعاليات والمناسبات الدينية داخل محافظة الأقصر وخارجها، حيث نال إعجاب الحضور بأدائه المؤثر وصوته القوي الذي لا يكلّ. كما أصبح ضيفًا دائمًا في الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف وليالي رمضان، حيث يعتبره الكثيرون امتدادًا حقيقيًا لمدرسة الإنشاد الديني الأصيل.


رسالة أحمد فاروق تتلخص في أن الفن الهادف لا يموت، وأن الإنشاد ليس مجرد أداء صوتي، بل وسيلة لتطهير القلوب وتقريب الناس من خالقهم. ولذا، فهو لا يسعى فقط لإمتاع السامعين، بل لزرع قيم التسامح والمحبة والخشوع في نفوسهم.



ومع تنامي شعبيته عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يسير أحمد بخطى ثابتة نحو تحقيق حلمه الكبير: أن يُعيد للإنشاد الديني مكانته في قلوب الناس، وأن يصل صوته إلى العالم الإسلامي بأسره.


في زمن تغيرت فيه الذائقة العامة، يبقى أحمد فاروق الخولي الحسيني نموذجًا للفنان الحقيقي، الذي لم يبع موهبته، بل وهبها لخدمة الدين، فأحبّه الناس وارتبطوا بصوته كما ارتبط هو برسالته.

أحدث أقدم
صدي البلد
صدي البلد